الخميس، 15 يوليو 2010

أيا عربي


أيا عربي
توالت عليك نكسات الزمان
فرضيت بالمر و رضيت بالهوان
لم يعد هنالك مكان لك و لم تعد للحرية في حياتك مكان
رضيت بالهوان و خسرت المكان
فقدت كل معاني السلام فقدت الأمان
و لسان إعتاد على إطلاق شعارات في مهب الريح
كلنا عرب كلنا أخوان
أيا عربي بالله عليك أهذا ما حلمت و أجدادك أهذا ما تمنيت
أطفال تموت جوعاً و عائلات تعيش بلا بيت
لا تقل بأنك لا تعرف و لا تقل بأنك نسيت
بل تناسيت
ضاعت أيامك بما انت فيه بما تعشيت و تغديت
أهذا ما تمنيت
أهذه أحلامك التي من أجلها قد أتيت
لا تقل لي فعلت و وفيت و فديت
فأنا لا أراك الآن و أنت أول من تخليت
أيا عربي كتاب التاريخ لم يعد يذكرك و أنت مكبوت حزين
فأمجادك قد أنتهت من عهد صلاح الدين
لا تقل شيئاً فمهما قلت لن تبرر ما يحدث في فلسطين
فكتاب التاريخ أزاحك من أمامه كيف يذكرك و أنت ذليل رأسك مغروس تحت الطين
أيا عربي قد ظلمت قلمي و كتبت فيك
فأنت لا حياء و حياة و لا تسمع من يناديك
فقليل عليك أن تهان و تذل كرامتك و تغتصب ارضك و يهون عرضك
و كثير عليك تراب ارض يحتويك
مالي اراك تسرح و تمرح و كل كلاب العالم تجمعت لتلغيك
أنظر فلسطين و العراق و لبنان و أفغانستان و غيرهم فدورك اصبح بعدهم
أما حان وقت يا عربي أن تستفيق
فالعروبة بريئة منك كل البراءة و أنت تصافح و تقبل من يعاديك
أيا عربي أما سمعت درويش و سجلت بأنك عربي الهوية
أما علمت بأن حنظلة لا زال ينتظر منك كلمة حق قوية
فقد كان يناديك انا ما هنت في وطني في زمن لم تعد تفهم فيه لغتك العربية
فأنت الآن مثل صنم لا تفقه شيء أخترعت الصفر ليكون أنت فنفسك أهنت
و ظلمت ما فيك من روح وطنية
أيا عربي بأي وجه تنظر غزة الصمود
أما أستفيت العبرة من أصحاب الاخدود
أنسيت بأن لك حق هنالك واجب عليك ان يعود
أجدادك سجلوا مجدهم في خيبر و أنت تسجل موت عروبتك لليهود
أهانت عليك و هي تموت
العين تدمع و القلب يحزن و أنت مكتوف اليدين
عائلة تفقد خمسة بنات منها و أخرى تفقد طفلين
و أخرى لم يعد معنى عائلة يشير إليها فما بقي منها سوى أشلاء لا تعرف من أين تبدأهم إلى أين
كل شيء دمر حتى بيوت الله لم تعد تراها العينين
أيا عربي ضميرك قد مات
تسمع و ترى موت أخوانك و قد أتقنت فن السكات
أبقى كما أنت فمنذ متى تسمع نداء أحد
ابقى كما انت لتعيش غداً بلا بلد
طفل غزة لا يحتاجك فقد تعلم إلا تداس كرامته
و أنت تداس كرامتك و عروبتك و تقضي حياتك في سبات
أيها النائم أفق
فكل غاصب عليك يتفق
فلا حياتك تسر الصديق و لم تغظ العدى في الممات
يا أبن غزة لا تقلق أن الله معك و من غيره معكم
قصص البطولة أنت كاتبها و قارئها و عنوانها و نصها و عبرتها و آخرها
أنت الذي علمت التاريخ كيف يصيغها
فيا كتب التاريخ دوني منذ اللحظة
أبن غزة أعاد مجد أمة و صنع بكلتا يديه مصيرها

ليست هناك تعليقات: