الخميس، 15 يوليو 2010

زمن يُعيد نفسه

أذكر الماضي و كأنه اليوم … عندما كان والدنا بيننا … نراه دوماً … و نحادثه عما نفعله كل يوم .. نجلس و نبدأ أحاديثنا التي يعرفها من قبل أن ننطق بها .. لا يكاد يمضي يوماً إلا و أجتمعنا على مائدة الطعام .. ترابط جميل .. كل فرد من الأسرة يعرف الآخر جيداً .. و يدري ما يحصل معه أول بأول .. مرت الأيام و بدأت التغيرات تظهر في أجواء البيت .. و بدأنا نفقد يوم تلو الآخر الإحساس في تلك الأمور التي كانت موجودة .. و كأنها لم تكن .. و أهملنا الكثير .. حتى والدنا لم يعد يملك مفاتيح تجمعنا .. إلا نادراً .. أصبح لكل منا ظروفه و أشغاله .. لا نلتقي .. و أفترقنا أكثر .. لم ندري بأن هنالك ما يخفيه عنا .. فنحن إبتعدنا كثيراً عن البيت .. و عنه خصوصاً .. و بعد فترة وجيزة حدث ما حدث .. أصبحنا نلمس الوعكة الصحية التي حلت بوالدنا … و عدنا لنجتمع .. و كأنه كان مستحيلاً إلا عند حدوث طارئ .. مرت الأيام تسابق بعضها .. و حالة والدنا تزداد سوء .. و نحن مكتوفي الأيدي .. و نكتفي بالنظر إليه .. إلى أن جاء يوم الفراق .. أبو شادي وافته المنية .. و غدونا نعيش الذكرى ..

اليوم أنظر إلى نفسي و أخوتي .. أقول ليت الزمان يعود يوماً .. و أنا أدري بأنه لن يعود.. فقد كان الوقت أمامنا كثير .. و أضعنا منه الكثير …. و نحن نعيش على أمل كاذب .. حتى فات الأوان … فقد أخفى حقيقة مرضه عنا .. لأنه يحبنا .. و لا يريد الأثقال علينا .. رغم أن حق طاعته واجب و هو يدري .. فما كان منه إلا إخفاء الحقيقة .. كي لا ينغص علينا الحياة ..
اليوم الكل ينظر مثلما نظرنا … و أهمل و افترق و أبتعد و أنشغل مثلما فعلنا .. و إن ظل الحال على ما هو عليه .. سيأتي يوم يفوت القطار .. و يمضي بعيداً بلا رجعه ..

إعلان إسرائيل هدم الأقصى … 16 - 3 - 2010 .. فمن لها ؟؟
أبو شادي ” مات ” .. رحل عنا …
فما حال الأقصى … هل سيرحل هو الآخر ؟؟


ليست هناك تعليقات: